تابعت مقابلة المدير العام لشركة معادن الليلة البارحة على أثير الإذاعة الوطنية، واستغرب تركيز السيد المدير على المزايا الاقتصادية المحفوفة بالمخاطر الجسيمة للنشاط، وغض الطرف عن سلبياته، و ما أكثرها، والتي نذكر منها على سبيل المثال لا للحصر:
أقدمت روسيا بقيادة إفلاديمير بوتين على الإعتراف بإقليمين انفصاليين في جمهورية أوكرانيا (دونيتسك و لوغانسك) التي كانت تستعد لدخول التحالف الغربي (التركي) العسكري "الناتو" ثم عززت ذلك الإعتراف بالدفع بقوات برية أعتبرت الأضخم منذو نهاية الحرب الباردة و انهيار جدار برلين.
إن أي متابع فطن للشأن العام لابد وأن تكون قد استوقفته ردود الأفعال المتباينة على خطابين هامين وشبه متزامنين ألقاهما فخامة رئيس الجمهورية في مناسبتين مختلفتين، تم تنظيمهما أو تخليدهما في آخر شهرين من العام الماضي.
لا يتوقف الجدل في الشارع والحديث في الصالونات حول مدى إطلاع الرئيس على دقائق مجريات الأمور في البلد .
إن هذا الجدل تغذيه سيكولوجية الإنسان الموريتاني ؛ خاصة "موريتانيا الأعماق" كما يقال (المواطن العادي) ، إن هذا الكائن البسيط الذي ما زال على الفطرة جبل على مظنة الخير بالقادة ، ويستحيل في نظره أن يغفل الرئيس عن شاردة أو واردة ، أو يسكت على ظلم ، أو يرضى بفساد ، أحرى أن يشارك فيهما لا سمح الله.
أصل هذه التسمية يا سادة يعود إلى إلى ماسينيون وتلميذه الكاهن "يواكيم مبارك".
ماسينيون هذا مستشرق من أكبر المبشرين في مصر والشرق انتشر المصطلح في السبعينيات ليشير إلى الديانات البراهمية الثلاثة (الإسلام، اليهودية، المسيحية).
إذا كان المقصود بالمحاورة بين اتباع الرسالات السماوية، هو اعتبار وحدة مصدر الرسالات السماوية وأنها تخرج من مشكاة واحدة في الأصل قبل التحريف والتبديل المنصوص عليهما كتابا وسنة فلا ضير في ذلك، مع اشتراط البيان دون إغفال أو تأخير عن وقت الحاجة، لئلا يقع اللبس والخلط في مفاهيم لا يعبر عن المفهوم فيها بمنطوق من جنس الألفاظ "المشككة" إن أمكن الوصف..
إذا كان المنقب حمود قد خرج سالما من بئر التنقيب عن الذهب بعد أكثر من ثلاثة أيام من تردي البئر المنهارة، فإن مصداقية وجدية الحكومة الموريتانية قد بدت في وضع لا تحسد عليه؛ وذلك بعدما قطعت تدوينة الرئيس الشك باليقين، وسابقت القدر لتحكم بوفاة كل المنقبين وتعزي ذويهم في مصابهم الجلل ..ويبقى السؤال ماذا لو أعطي بعض الوقت لجهود الإنقاذ، وتفاءل الجميع ببصيص الأمل في العثور على المنقبين أحياء ولم يستسلموا لليأس والقنوط من أول وهلة؟
لا يهدف هذ المقال إلى سَبر الأحداث التّاريخية وتقصّي الوقائع ونَبْشِ المستور، بِقَدْرِمَا يحاول أن يُعَرِّي النّظرة السلبية لِدُعَاة التّفرقة ، الذين طالما رَكِبوا أمواج التّفاوت الطّبقي وظاهرة العُبودية والإسترقاق ، الذي عاشته مجتمعات كثيرة ولم تَسْلَم منه بَدَاهَةً منظومتنا المجتمعية ...!