يحدث في بعض الأحيان أن افتتح دورة تدريبية بمعلومة شائعة ومتداولة بشكل واسع تقول إن الغزال أسرع من الأسد، ومع أن هذه المعلومة غير صحيحة إذا كانت المسافة قصيرة جدا، إلا أنها صحيحة إذا كانت المسافة طويلة.
حذّرتُ في مقالٍ نُشر بالفرنسية، عند الإعلان الأول عن اكتشاف النفط في بلادنا، من أن استغلال الغاز غالبًا ما يكون شرارةً تؤجج الاضطرابات في الدول الهشة. ويزداد هذا التهديد خطورة عندما تكون الموارد مشتركة مع دولة أخرى، كما هو الحال في حقل الغاز "السلحفاة" الذي تشترك فيه موريتانيا مع جارتها الجنوبية.
سال حبر كثير وصاحبه لغط كبير في الأيام الماضية حول الهجرة والمهاجرين غير الشرعيين، وقد انقسم المدونون وأصحاب الرأي إلى فسطاطين ما بين مهوِّلٍ ومهوِّنٍ للظاهرة وما يترتب عليها؛ وأحببت أن أتناول الموضوع بقدر من التفصيل من خلال النقاط التالية، وأرجو أن أكون موضوعيا في تناولي هذا:
طالعتُ بيانا موقعا من طرف ثلاث منظمات حقوقية (مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ـ الجمعية الموريتانية للمواطنة والتنمية ـ حركة مواطنون ومواطنات واقفون)، تحدثت فيه عن توقيف السلطات الموريتانية لمئات المهاجرين بشكل غير قانوني، وإعادتهم قسرا إلى الحدود، في ظروف غير إنسانية، حسب بيان تلك المنظمات.
دأبت التشريفات الرئاسية على استبعاد الصحافة وممثلي الهيئات الصحفية من إفطار القصر الرمادي منذ أن تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم.
التقليد الذي لم يتخلف ولو مرة وحدة حتى في الدعوة الأخيرة مساء أمس يشكل نشازا في تعاطي الرؤساء السابقين مع الصحافة و ممثلي الصحافة والإعلام والذين كثيرا ما يروق لهم أن يوصفوا بالسلطة الرابعة!!
لنقولها بوضوح، إن القمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة 4 مارس 2025 تدفع إلى التفاؤل بأن الدبلوماسية العربية بدأت تنهض من كوبتها وتستعيد شيئا من وهَجها وألقها الماضي.
تعرضت موريتانيا في الماضي لحملات إعلامية مضللة لتشويه سمعتها، وتقديمها للعالم وخاصة دول الجوار على أنها دولة عنصرية، وما تزال حتى اليوم تتعرض لمثل هذه الحملات، ويشارك في هذه الحملات المضللة كثيرٌ من الإعلاميين والحقوقيين والدبلوماسيين من دول عديدة في القارة، ويشارك فيها كذلك ـ وهذا مما يؤسف له حقا ـ الكثير من الموريتانيين من مختلف الشرائح والأعراق، وتعدُّ جولة النائب الشاب خالي جالو الأخيرة في أوروبا مجرد مثال من أمثلة عديدة لا يتسع المقام لتعدادها
توصف موريتانيا بكونها قد تكون تطفوعلى بحيرة من الغاز والنفط، إذ تشير الاكتشافات المعلنة إلى أن احتياطياتها تصل إلى أكثر من 100 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وأكثر من 500 مليون برميل من النفط، ومنذ الإعلان عن القرار النهائي للاستثماربالنسبة للمرحة الأولى من حقل السلحفاة آحميم الكبيرالمشترك مع الجارة السنغال سنة 2018 عاش الشعب الموريتاني سنوات تأرجحت فيها مشاعره بين الأمل واليأس، وتباينت توقعاته بين الحلم بأن تصبح موريتانيا قطر إفريقيا، والخوف ا
من حقنا في هذه البلاد أن نقلق ونحن نشاهد أفواج المهاجرين يأتوننا من كل فج عميق، فمنهم من يأتي إلى بلدنا ليتخذ منه منطقة عبور إلى بلدان أخرى قد لا يصل إليها، ومنهم من يأتي أصلا وفي نيته أن يتخذ من بلادنا مقاما ومستقرا دائما.
نعم، من حقنا أن نقلق من تدفق المهاجرين إلى بلدنا، فهذا التدفق الحاصل يهدد بلادنا على أكثر من صعيد، وسنتوقف في هذا المقال مع بعض أوجه ذلك التهديد.
أولا / الفئات الهشة هي المتضرر الأول من تدفق المهاجرين