
أكدت وزيرة الثقافة والشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة نورة بنت محمد الكعبي على أهمية المؤتمر 22 لوزراء الثقافة العرب في صياغة استراتيجيات تركز على ما يخدم تطلعات العالم العربي في مجال الثقافة "من حيث الاحتفاء بالإبداع ليكون جزءاً من هويتنا الثقافية، والعمل معاً من أجل الحفاظ على التراث، وتوفير الأرضية اللازمة لتعزيز مساهمة الثقافة في دعم اقتصاداتنا الوطنية وخدمة مجتمعاتنا".
وقالت الوزيرة في افتتاح أشغال المؤتمر اليوم بدبي "إن عملنا المشترك وجهودنا لتحقيق الأهداف المشتركة يجب أن توحد اليوم خطابنا بينياً وقُطرياً، والذي نؤكد فيه على إرساء قيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر، ونبذ العنف والتهميش والتطرف".
وأشادت بالدور الكبير الذي تلعبه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في تنسيق العمل الثقافي العربي المشترك، ووضع قرارات الاجتماعات والمبادرات موضع التنفيذ، ومتابعتها والتدقيق فيها والتأكد من نجاحها من خلال تقييم موضوعي يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة.
وأوضحت أن مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتطويرها، سيكون موضوعا رئيسا للدورة، التي تستعرض برنامج "سفير فوق العادة" للثقافة العربية، وهو من الأهمية بمكان لما يحمله من أبعاد جديدة لنشر ثقافتنا التي نفخر بها.. وننفتح فيها على آفاق أوسع وجماهير لم نصلها من قبل إلى جانب مناقشة الخارطة الخمسية للملفات العربية المشتركة لتسجيل التراث غير المادي مع اليونسكو، خاصة مع فوز الإمارات بعضوية المجلس التنفيذي لهذه المنظمة العالمية، إضافة إلى العديد من ورش العمل والمواضيع الملحة والتي من أهمها تعزيز دور الصناعات الثقافية والإبداعية في الدول العربية في رفد الحضارة الإنسانية بموروثاتنا الثقافية وإسهامات الشباب العربي بهويتهم وطاقاتهم فيها.
وقالت "أطلقنا في دولة الإمارات الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، التي تهدف إلى النهوض بالقطاع وتعزيز حجمه وزيادة إمكانياته، وتحفيزه ليكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية بالدولة، والعمل على زيادة نسبة مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي".
وأضافت "اختتمنا منذ أيام قليلة وفي المكان ذاته، المؤتمر العالمي الأول للصناعات الثقافية والإبداعية، والذي عقد تحت عنوان "إبداع متكامل.. يصنع المستقبل"، حيث استضاف نخبة من قادة الفكر، والمُبدعين، والمُبتكرين حول العالم"..
وقالت "ليكن اجتماعنا هذا، المنصة التي نطلق منها مبادرات وبرامج مشتركة نسعى إلى تنفيذها، وتحقيقها، ودعمها بكل ما يلزم، وليكن ما لدينا اليوم، هو أن نفهم الحقيقة وأن ندركها، ففهمها يعني أننا تعلمنا تفاصيلها، وإدراكها يعني أننا اكتسبنا منها المعرفة.. واليوم نقول "الغد لا ينتظر، فهو آت لا محالة، والمستقبل عندما يصل فهو يأخذ هوية وشكل وطابع ما قدمناه له.. وهو ما بنيناه بأيدينا وعقولنا.. لما فكرنا به ونفذناه.. أو نسينا عنه أو أغفلناه، الغد هو ما نستثمر فيه من رأس مال بشري، وإبداع ورؤى واستراتيجيات قادرة على التكيف مع مختلف المتغيرات الداخلية والخارجية.. ليكن اجتماعنا هنا، استكمالاً لرؤى بُنِيَت بصبر، وتنفيذاً لاستراتيجيات وُضِعَت بحكمة، ومتابعةً لكل ما يهمنا حاضراً ومستقبلاً".
واختتمت قائلة: يحضرني هنا ما قاله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، "إن تعليم الناس وتثقيفهم في حدّ ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي".














