سنيم سبق وأن أعلنت عن برنامج يسمى برنامج "النهوض" في فترة ذهبية للأسعار سنة 2013 حينها كان معدل سعر الطن الخام للحديد يبلغ حوالي 140 دولار وكان هذا البرنامج يمثل رؤية الشركة للانضمام للخمسة الأوائل الكبار المصدرين لخامات الحديد عالميا، وذلك من خلال رفع انتاجها الى ٤٠ مليون طن في أفق ٢٠٢٥ وبعد تبديد أكثر من مليار دولار لم تحقق الشركة أي زيادة في الانتاج بل خسرت حوالي ٢٠% من قدرتها الانتاجية حيث انخفض مستوى انتاجها ما بين سنة ٢٠١٣ ٢٠١٨ من ١٣،١ مليون طن إلى ١٠،٧ مليون طن، وخلال السنوات الأخيرة بعد ٢٠١٨ أصبحت الشركة تكابد من أجل كسر حاجز ١٢ مليون طن ولم تستعد حتى الآن قدرتها الانتاجية وأعلنت خلال السنة الماضية عن استراتيجية جديدة لإنتاج ١٨مليون طن في أفق ٢٠٢٤ و٢٤مليون في أفق ٢٠٢٦ وتعتمد هذه الخطة على نفس مشاريع برنامج النهوض الذي قلنا إنه فشل والفرق في الحجم فقط، وفي اعتقادي أن الشركة لم تسلك حتى الآن الطريق الذي سيمكنها من الوصول إلى مصاف الدول الخمس المصدرة لخامات الحديد وحتى لا نكون نطلق تصريحات جزافية لابد أن نحدد بعض العوامل ومنها:
- أولا: الشركة تعاني من عقدة النشأة وما زالت تعمل بعقلية "ميفارما" الاستعمارية وإذا لم تخرج من عقلية "ميفارما" الإدارية الاستعمارية فلا نرى أنها ستحقق شيئا كبيرا.
- ثانيا: العائق المادي، فالمشاريع العملاقة تحتاج تمويلات هائلة، لو أخذنا أمثلة سنجد أن هناك منجمين رئيسيين للخطة الأخيرة، فمنجم "افديرك" مثلا يحتاج إلى تمويل بحدود ١٨٠ مليون دولار من أجل إنتاج ٣ملايين طن سنويا، وكذلك إنشاء منجم جديد في " تيزركاف" بالإضافة إلى كل ملحقاته كمحطة للكهرباء أو محطة لإغناء الخامات لأن خامات منطقة "تيزركاف" فقيرة حيث تعتبر نسبة الحديد فيها ٣٧%، فتحتاج هذه الاستثمارات أكثر من مليار دولار ومن أين ستأتي الشركة بكل هذه الأموال وهي مدينة بشكل كبير حسب تقرير البنك المركزي الموريتاني ٢٠٢٠ الذي ذكر أن ديون شركة سنيم تبلغ ٢٤٤ مليون دولار وهذا يعتبر تحديا ماليا كبيرا، بالإضافة الى تحديات أخرى كثيرة.
وهذا ما جعلني أقول إن الشركة لم تسلك الطريق الصحيح الذي سيمكنها من دخول نادي الخمسة الكبار.
من مقابلة موقع الفكر مع د. يربان الخبير في مجال الصناعات الاستخراجية














