في إطار العلاقات الثقافية بين إسبانيا وإفريقيا ، صدر مؤخرا كتاب هام عن أبرز الشعراء الأفارقة من مختلف دول القارة الإفريقية باللغة الإسبانية ، وذلك في إطار مشروع أدبي وثقافي هام من إعداد نخبة من الأساتذة في جامعة كمبلوتنسي بمدريد ( Universidad Complutense de Madrid)، و هي جامعة حكومية إسبانية شهيرة تقع في مدريد العاصمة ، وأكبر جامعة في إسبانيا وواحدة من أقدم الجامعات في العالم. ونشرت هذا الكتاب مؤسسة البيت الإفريقي (Casa de África) في لاس بالماس عاصمة جزر الكناري .
وصدر الكتاب مؤخرا هذا العام 2004 بعنوان ( أصوات أفريقية ) ، واختارت جامعة مدريد العريقة من موريتانيا الشاعر والدبلوماسي سيدي ولد الأمجاد ، الذي أنجزت عنه دراسة هامة من عديد الصفحات قام بتنسيقها الأستاذ البارز في كلية الآداب بالجامعة الدكتور أحمد سالم محمد باب، الذي زار باريس عام 2023 والتقى بالشاعر سيدي ولد الأمجاد في مقر عمله لدى اليونسكو ، بتكليف من الجامعة في إطار هذا المشروع الأدبي الإسباني الهام.
وتم الاحتفاء بهذا الكتاب عن سفراء الشعر الإفريقي اليوم مؤخرا ، في احتفالية كبرى احتضنتها العاصمة مدريد وحضرها العديد من رموز الفكر والأدب والثقافة وفي مقدمتهم البروفسورة marta Lopez vilar المشرفة على هذا المشروع في جامعة مدريد المركزية .
وقد منحت هذه الجامعة الإسبانية الشهيرة، لقب سفير الشعر الموريتاني للأديب والدبلوماسي سيدي ولد الأمجاد ، منوهة بثراء وتنوع تجربته الشعرية ذات الأبعاد الإنسانية والثقافية الواسعة ، وقامت بترجمة بعض أشعاره إلى اللغة الإسبانية خاصة تلك التي تناولت عمال المناجم الكادحين، ونشأة الشاعر الأولى في عاصمة المعادن ومسقط رأسه ازويرات في الشمال الموريتاني ، حيث كان والده الراحل من أوائل عمال شركة ميفرما ثم اسنيم بعد ذلك منذ نهاية الخمسينات.
وهذه اول مرة يدخل فيها شاعر موريتاني معاصر عالم الدراسات الأدبية والأكاديمية في إسبانيا ، من خلال تناول اعماله بشكل منفرد، إلى جانب كبار الشعراء في قارة إفريقيا اليوم ، باعتبار موريتانيا أيضا همزة وصل ثقافي بين العالم العربي وافريقيا عبر العصور، ومنها انطلقت حركة المرابطين التي فتحت بلاد الأندلس، كما جاء هذا الإصدار الجديد الآن متزامنا مع رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي ، ودور الدبلوماسية الثقافية لموريتانيا في التقارب بين الآداب الإفريقية وآداب الأمم الأخرى ، خاصة إسبانيا مهد الحضارة العربية والإسلامية في الأندلس، وعاصمتها قرطبة التي سبق للشاعر والدبلوماسي سيدي ولد الأمجاد أن زارها عام 2004 ، مشاركا باسم موريتانيا في الدورة الأولى من مهرجان ابن زيدون الشعري، الذي احتضنته يومها جامعة قرطبة العريقة تحت رعاية العاهل الإسباني حينها الملك إخوان كارلوس.
وساهم ولد الأمجاد منذ بداية عام 2009 في مد جسور التواصل الثقافي بين موريتانيا وإسبانيا من خلال مركز أمجاد للثقافة والإعلام ، الذي نظم ندوات ولقاءات ثقافية مختلفة بنواكشوط على مدى السنوات الماضية بالتعاون مع السفارة الإسبانية في موريتانيا حضرها ضيوف وباحثون من المملكة الإسبانية.