مع كعبة المضيوم.. ضد عربدة الكيان الغاشم- موقع الفكر

لا يمكن لأي عربي ولا مسلم أن يتجاهل أو يقف دون استنكار للهجمة الصهيونية الأخيرة على الدوحة، والتي استهدفت فتية وقادة من حركة المقاومة الإسلامية حماس الذين ضاقت بهم أرض الخذلان، فلم يجدوا سوى قطر، التي كانت وما تزال ترعى المصالح الفلسطينية، وتسعى إلى حقن الدم الغزي، والقيام بما تعجز عنه لحد الآن أنظمة عريقة وقوية وشعوب من مئات الملايين.

لقد كان الأمر اليوم عدوانا غادرا، في زمانه ومكانه، وفي هدفه، ولا يستغرب أن يصدر الغدر عن اليهود، فهو صفتهم الأبدية، وخلقهم الذي لا يتغيرون عنه.

كعبة المضيوم، كما اختار لها مؤسسوها، تعمل على أكثر من صعيد، وقد حولت أرضها وعرضها وعلاقاتها، منذ أمد إلى بساط وحصن وحضن للمقاومة، وللشعوب الإسلامية المظلومة، ضمن سياسة حققت لهذا البلد الخليجي أن يكون في الصدارة، حين يفقد الآخرون أو يلوذون بالصمت الرهيب، أو بالأحرى حين ينخرطون في مشاريع تدمير الأمة.

يمكن أكثر أن نعرف أن سهام العدو، تقودنا إلى التفريق بين من احتضن المقاومة، وبين من حرض عليها، ومول القضاء عليها.

ولا شك أن أصدق من يتحدث عن المقاومة، هم المقاومون، وثقتهم في قطر، هي المعيار الذي لا يمكن تكذيبه، فهم أدرى بمن هو معهم، ومن هو عليهم.

ليس جديدا أن تستهدف العاصمة القطرية، من قوى الشر، وأن يكون ضيوفها الأحرار مطلوبين لرصاص العدو الصهيوني، وليس غريبا أن يتحالف اللهب والمكر الصهيو- أمريكي على الغدر، لكن الغريب فعلا أن يوجه اللوم إلى من احتضن ودعم، ومن بدونه ما كانت المقاومة، لتجد كثيرا من الفرص والمنابر والعلاقات التي وفرتها لها قطر.

كانت قطر سباقة إلى احتضان أبطال وقادة المقاومة الشيشانية، وكانت الحضن الذي آوى قادة المقاومة، عندما طردوا قبل عقدين من الأردن، وكانت الصوت الذي اختارت المقاومة الأفغانية أن يكون صداها والحاضن لها.

ولا تزال قطر تؤي كثيرا من المغضوب عليهم من قوى الشر، ومن جذوع الأنظمة الاستبدادية التي انهارت تحت صيحات الشعوب.

ومن يتابع الإعلام الصهيوني يدرك حجم الحنق الذي تغلي به قلوبهم ضد تدخلات قطر في التعمير والبناء من ركام غزة إلى لبنان..

يحنقون عليها ويتهمونها بتمويل التحريض ضدهم.. ليتوج السخط والحنق بهجوم اليوم لكن الله سلم.. فكم  أفشل القدر من مكر وخطط..

فلتبق قطر " كعبة المضيوم"، وليحفظها الله بحفظه، وليدم العنابي مرفرفا في أمن ونماء..