
لم يكن غريبا أن يتبرع النائب السابق عن مدينة الطينطان محمد فاضل ولد أحمد سعيد بما بقي في حوزته من قطيع بقر، لصالح مبادرة آقرقار لدعم غزة، فقد نذر الرجل وقته وماله للبذل وتنفيس الكرب، وتلك منن يحق اليوم أن تذكر بعد أن لم يعد الرجل منتخبا برلمانيا، وإن كان وسيبقى منتخبا في كل خير وبذل.
لولد أحمد سعيد أياد بيضاء في دعم القضية الفلسطينية، وقد كان له دور مؤثر في المبادرة القبلية التي أنتجت مليار أوقية دعما لغزة.
وقبل ذلك كانت له بصماته التي يحرص على إخفائها، ولا يتباهى بإظهارها، فقد مهد بماله للدعوة إلى الله وتعليم القرآن الكريم طرقا عديدة، وفتحت قلوبا كثيرة.
وبمثل محمد فاضل ممن لا يتشوف إلى منصب ولا يأسف عليه إن فقد، حصلت التحولات المهمة في الخطاب الإسلامي والدعوي في هذه البلاد.
وليس أدعى إلى الفخر من وجود هذه النماذج الناصعة في البلاد، من الأتقياء الأنقياء الأخفياء، الذين أحيوا بمآثرهم الخالدة أعمال الليث ابن سعد وعبد الله بن المبارك ممن يحملون هم هذه الأمة ويسعون لصلاحها ويؤلمهم ما هي عليه من تكالب الأعداء وضيق ذات اليد، قد لدغ قلوبهم واقع أمتهم.
إن ما يقوم به محمد فاضل وأمثاله من رجال أعمال البلاد من أعمال نوعية دليل على قوة هذا المجتمع، وصعوبة اختراقه وتذويبه، وتؤكد أيضا أن الرهان على التطبيع أو خلخلة الدعم الموريتاني الثابت للمقاومة وقضية المسلمين الأولى دونه قنن الجبال ودونهن حتوف.
وإذا كانت هذه الإشادة المستحقة في مكانها، فإن من العجيب أن عددا كبيرا جدا من رجال الأعمال وملاك البنوك الذي استفادوا وبشكل حصري منذ عقود من الصفقات ومن ريع العلاقات، وجنوا من عرق الشعب المليارات إثر المليارات لا تسمع لهم في قضية فسلطين ركزا، بل تتعجب من صرفهم الهائل على التفاهة، وعلى صناع المحتويات الفارغة مما لايفيد.
ولكن القيم والمروءات أقسام، ولقد حاز منها محمد فاضل وأمثاله النصيب الأوفى ولا يقال لفضل الله ذا بكم..














