
من كان يصدق أن تتفاعل الشعوب الغربية مع أهل العزة بهذه الطريقة؟!!
من كان يتخيل أن تكون أكثر الرايات ارتفاعًا في العالم خلال عامين كاملين هي الراية الفلسطينية؟
من كان يحلم بأن تطالب الشعوب الغربية حكامها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان؟!!
ومن كان يظن أن تطالب تلك الشعوب بإغلاق سفارات الكيان في بلادهم؟
وهل أتاك خبر إصرار الشعب الإسباني على إنهاء بطولة كاملة في إسبانيا اعتراضًا على مشاركة لاعبين من الكيان في بطولة رياضية؟
أم هل أتاك خبر دخول الجمهور النرويجي ملعب كرة القدم ببطاقة حمراء؛ ليرفعها في وجه فريق الكيان الذي ينافس فريق بلاده في أوسلو، تعبيرًا عن الرغبة في طرده من الملعب؟
مئات الآلاف خرجوا في مئات التظاهرات في لندن، وباريس، ومدريد، وبرلين، وأوسلو، وأمستردام، وروما، وميلانو، وأثينا، وبل وفي نيويورك وسائر المدن الأمريكية!!
حتى إن ترامب نفسه يخاطب النتن ياهو بقوله: هل أتركك تواجه العالم بأسره؟
نعم، هذا الكيان الذي تعوَّدَ أن تكون سرديَّتُهُ هي السردية الوحيدة التي تقتحم عقول تلك الشعوب، وتحتل قلوبهم كما احتل هو أرض فلسطين، بافتراء، واستقواء، وبلطجة منقطعة النظير.
خرجت الشعوب الغربية على مدار عامين، وما تزال تخرج؛ من أجل نصرة المستضعفين، والمُجوَّعين، والمُهجَّرين.
باتت الحقيقة واضحة جلية، بعد عقود من تحريف الكلِمِ عن مواضعه، وعقود من الكذب والبُهتان.
الآن تدرك الشعوب الغربية أن الصراع لم يبدأ منذ أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، وإنما بدأ منذ أحداث عامي ١٩٤٧، ١٩٤٨، وقد مرَّ بمحطات كثيرة، ملؤها الاعتداء، والاغتصاب، والسطو المسلح، والاغترار بالقوة الفتاكة.
بدأ الناس يدركون، ويفهمون، ويستوعبون.
بدأ الناس يتغيرون .. يطالبون بمقاطعة الكيان مقاطعة علمية، واقتصادية، وثقافية، ورياضية، ودبلوماسية.
ضاقت الشعوب ذرعًا بهذا التغوُّل، والتنمُّر، وبهذا القدر من الكراهية والانتقام.
أدركت الشعوب أن هذه إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وتطهير عرقي، وأن هذا الكيان طغى في البلاد، فأكثر فيها الفساد.
انفطرت قلوب تلك الشعوب لما رأوا من أحوال الأطفال، والشيوخ والنساء، والمساجد، والمدارس، والجامعات، والمستشفيات.
رأى الناس أبراج أرض العزة تُقْصَف من فوقها ومن تحتها، فتخِرّ على رؤوس من فيها!!!
الشعوب الغربية تطالب بتنفيذ أحكام محكمة العفو الدولية بحق مجرمي الكيان، وضمان عدم الإفلات من العقوبة المناسبة.
شكرًا لهذه الشعوب، التي لم تمَلّ، ولم تكِلّ، ولم تيأس، ولم تكسل، أو تستسلم، بل استمرت في المناصرة، ورفع الراية الفلسطينية.
أليس هذا نصرًا سياسيًّا استراتيجيًّا؟
ويبقى علينا أن نستثمره.
نُثمِّنُ غاليًا جهود تلك الشعوب، ولهم منا كل الشكر والتقدير.














