
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
منذ اثنين وعشرين سنة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم التاسع من دجمبر يوما عالميا لمكافحة الفساد، كما أقرته اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، ومنذ ذلك التاريخ أضحى هذا اليوم مناسبة عالمية لتقييم واقع الفساد في كل البلدان، وفرصة لإلقاء نظرة على جهود مكافحته، ومستوى التقدم فيها.
وإذا كان هذا هو حال دول العالم، فإننا في موريتانيا نشكل استثناء، حيث إن الفساد وصل درجة من التسيد، والانتشار جعلته الحاضر اليومي في حياة الموريتانيين، فأضراره تطال كل مجالات حياتهم، وآثاره جلية على ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وأبرز المتهمين والمتورطين فيه يتم تدويرهم على أكبر المناصب دون محاسبة ولا رقيب.
والمفارقة، أن هذا الواقع يتجسد في ظل ترسانة قانونية ضخمة، لكن حظها من التطبيق ضعيف جدا إن لم يكن معدوما، وإن تم فبانتقائية وتحيز يحول محاربة الفساد إلى ظلم، وأداة لتصفية الحسابات.
لقد مل الشعب الموريتاني المغالطات، وسئم من الوعود العرقوبية، وانتهى صبره، وهو اليوم ينتظر إجراءات جدية تضع حدا للفساد بكل أصنافه، وتوقف التلاعب بحاضر ومستقبل البلاد، وتنهي تحكم وتسيد المفسدين، وتقيم مؤسسات حقيقية قادرة على أداء دورها المهني في محاربة الفساد، وتمنح القضاء استقلاليته وصلاحياته كاملة غير منقوصة.
إننا في مؤسسة المعارضة الديمقراطية، وبهذه المناسبة العالمية،
- ندعو إلى وضع حد فوري لإفلات المفسدين من العقاب، وإلى ترك العدالة تأخذ مجراها في كل الملفات – بما فيها الموجودة أمامه الآن – دون تدخل ولا وصاية ولا توجيه.
- نشدد على ضرورة وضع حد لتعيين وتدوير المفسدين، وإقالة وإبعاد كل من تورط في ملفات فساد سابقة، أو حالية
- نطالب مؤسسات الرقابة والتفتيش سواء محكمة العدل السامية أو محكمة الحسابات، أو المفتشية العامة للدولة أو المفتشية العامة للمالية أو المفتشيات القطاعية إلى النهوض بدورها، وتحمل المسؤولية التي أناط بها المشرع، وينتظره منها المواطن الموريتاني، ونؤكد لهم أن أي تهاون أو تراخ يجعلهم شركاء في جريمة الفساد.
- نجدد مطلبنا القديم بضرورة فصل المناصب العمومية المحورية عن التوظيف السياسي، وفرض التصريح بالممتلكات على كل المسيرين، وتطبيق قوانين الشفافية المالية بصرامة وشمولية.
- ندعو عموم المواطنين لليقظة، والمشاركة الفاعلة في محاربة الفساد وفي كشف الاختلالات، وفي خوض هذه المعركة الشريفة حماية لأموال الشعب، وصونا لمقدراته ومكاسبه.
الزعيم الرئيس لمؤسسة المعارضة
الدكتور حمادي ولد سيد المختار














