موريتانيا: هل دقت ساعة نهاية الإفلات من العقاب في قضايا الفساد؟

 

بعد أسابيع من التحقيقات التي قامت بها الشرطة المختصة بجرائم الاقتصاد، تم تسليم تقرير محكمة الحسابات عن السنوات المالية 2022 و2023 إلى السلطات القضائية.
 وقد أسفرت هذه المرحلة الأولية من التحقيق عن وضع ستة مسؤولين سابقين رفيعي المستوى تحت الاحتجاز المؤقت، ضمن حوالي ثلاثين شخصية تم استجوابهم، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بمخالفات في إدارة الأموال العامة.

**تأكيد الرئاسة على محاسبة الفاسدين
وفي هذا السياق، اكد الرئيس محمد الشيخ الغزواني أن "لا أحد، مهما كانت مكانته، سيفلت من العقاب"، في إشارة واضحة إلى التزام الحكومة بمحاربة الفساد على أعلى المستويات، وهو ما يمثل خطوة نوعية بعد سنوات طويلة من الإفلات شبه التام من المساءلة.

**آراء الخبراء والمجتمع المدني
يرى المحامي والسياسي لو غورمو أن هذه التحركات تمثل بداية مرحلة جديدة في موريتانيا: "هناك حركة واضحة نحو محاسبة المتورطين في اختلاس الأموال العامة بعد عقود من التساهل، بل ومن الإفلات شبه الكامل من العقاب". َاشار إلى أن وصول تقرير محكمة الحسابات إلى النيابة وبدء متابعة المسؤولين السابقين خطوة إيجابية.

لكنه شدد على ضرورة احترام مبدأ براءة المتهم وحق الدفاع الكامل، محذرًا من الخلط بين الأخطاء الإدارية البسيطة والجرائم الجنائية مثل اختلاس الأموال العامة واستغلال النفوذ، لتجنب أي آثار سلبية محتملة.

**موقف بعض ممثلي منظمات مكافحة الفساد
يرى محمد عبد الله بليل، رئيس المنظمة الموريتانية لمكافحة الفساد (OMLC)، أن الحكومة أظهرت إرادة حقيقية في محاربة الإفلات من العقاب، وعدم التسامح مع اختلاس الأموال العامة أو سوء الإدارة، وكل ما يضر بالمصلحة العامة، مع التأكيد على احترام مبدأ براءة المتهمين.

ومن جهته اكد محمد فادل، رئيس التحالف الوطني لمكافحة الفساد (CNLC)، على نقطتين أساسيتين: "الإرادة السياسية على أعلى مستوى، وتحريك جميع أطياف المجتمع، وكل القوى الفاعلة في البلاد، لدعم هذه الديناميكية الجديدة."

**أفق جديد لمكافحة الفساد
عموما، تظهر هذه الإجراءات بداية تحول ملموس في مسار مكافحة الفساد في موريتانيا، بعد عقود من الإفلات شبه الكامل من العقاب.
 وبينما تتخذ السلطات خطوات ملموسة ضد المسؤولين السابقين، يظل التحدي قائمًا في ضمان نزاهة التحقيقات، واحترام حقوق المتهمين، وخلق بيئة شفافة تعزز ثقة المواطنين في المؤسسات.

رابط المقال :
https://afrique.le360.ma/societe/corruption-en-mauritanie-le-glas-de-lim...