مالي: الإمام ديكو يطالب بوضع حدّ للمعاناة والقتل

بالتزامن مع انعقاد قمة قادة تحالف دول الساحل في باماكو، ظهر الإمام محمود ديكو في تسجيل مصور موجه إلى الرأي العام، دعا فيه الماليين إلى النهوض من أجل السلام ووضع حد لما وصفه بحالة الاختناق السياسي والأمني التي تعيشها البلاد. وأعلن الإمام، المقيم في المنفى بالجزائر منذ نهاية عام 2023، انخراطه في تحالف القوى من أجل الجمهورية، وهو إطار معارض يسعى إلى إنهاء الحكم الانتقالي عبر وسائل سلمية.

وجاء هذا الظهور في لحظة سياسية دقيقة، حيث كان قادة دول التحالف الثلاث، مالي والنيجر وبوركينا فاسو، يجتمعون لتثبيت مشروعهم الإقليمي. فبعد وصول الرئيس النيجري عبد الرحمن تياني، التحق به نظيره البوركينابي إبراهيم تراوري صباح الثلاثاء، عقب تأخير غير مبرر في اليوم الأول للقمة، ليُستقبل من طرف الرئيس المالي عاصمي غويتا الذي يرأس حاليًا الكونفدرالية.

قمة عسكرية بخطاب موحد ومشاريع مشتركة

وخلال الساعات الأولى من القمة، سارع القادة الثلاثة إلى تدشين قناة تلفزيونية خاصة بتحالف دول الساحل، تهدف إلى توحيد الخطاب الإعلامي ومواجهة ما تعتبره السلطات حملة تضليل تستهدف استقرار المنطقة. كما زاروا مقر البنك الكونفدرالي للاستثمار والتنمية، الذي يفترض أن يشكل ذراعًا مالية لتمويل مشاريع البنية التحتية ابتداءً من عام 2026.

وفي مقابلة بثها التلفزيون الرسمي المالي، قدّم الرئيس عاصمي غويتا حصيلة أولية لما يصفه بنجاحات التحالف، مؤكدا تحقيق تقدم أمني ملموس، وتعزيز السيادة على الموارد الطبيعية، وفرض حضور دبلوماسي مشترك في المحافل الإقليمية والدولية.

ديكو معارضة سلمية ودعوة إلى الحوار

في المقابل، قدّم الإمام ديكو نفسه كصوت معارض يسعى إلى تجنيب البلاد مزيدا من العنف. وقال إن انخراطه في التحالف المعارض جاء استجابة لنداءات مواطنين يرزحون تحت وطأة القتل وانعدام الأمن. وأكد أن الحركة التي يدعمها تتبنى العصيان المدني كوسيلة ضغط، وترفض اللجوء إلى السلاح.

وشدد الإمام على أن الأزمة التي تعيشها مالي لا يمكن حلها بالقمع أو إسكات الأصوات المعارضة، داعيا إلى فتح حوار شامل يسمح بعودة الاستقرار وبناء دولة يسودها السلام والعدالة.

وخصّ ديكو في خطابه مكوّن الفولاني بنداء مباشر، في ظل ما تعانيه هذه الجماعة من ضغوط مزدوجة، بين استهداف الجماعات الجهادية لها في عمليات التجنيد، واتهامها من طرف القوات الحكومية بالتواطؤ مع الإرهاب. واعتبر أن هذا الخلط يزيد من تعميق الانقسام المجتمعي ويهدد النسيج الوطني.

ومنذ الإعلان عن تحالف القوى من أجل الجمهورية مطلع ديسمبر، بدأت شخصيات سياسية ومدنية معروفة تلتحق به، فيما فضّل آخرون انتظار موقف علني من الإمام ديكو قبل إعلان انضمامهم، نظرا لثقله الشعبي والديني.

خطابات تصعيدية في افتتاح القمة

وخلال الجلسة الافتتاحية، اعتذر الرئيس البوركينابي إبراهيم تراوري عن تأخره، قبل أن يطلق خطابا تصعيديا تحدث فيه عن مواجهة حاسمة مع ما سماه قوى الهيمنة الخارجية وحلفائها في أفريقيا. بدوره، ركز الرئيس النيجري عبد الرحمن تياني على ما اعتبره قطيعة نهائية مع الأنظمة السابقة، متهما القوى الغربية باستنزاف المنطقة.

أما الرئيس المالي عاصمي غويتا، فاختتم المداخلات بالتأكيد على التنسيق العسكري بين دول التحالف، معلنا تحقيق نتائج كبيرة في محاربة الجماعات المسلحة، ومشددا على أن تحالف دول الساحل بات كيانا إقليميا قائما بذاته.

رابط المقال:
https://www.rfi.fr/fr/afrique/20251223-en-plein-sommet-de-l-aes-l-imam-d...