من باماكو: تحالف دول الساحل يؤكد عزم شعوبه على السيادة والتنمية

افتتح الرئيس الانتقالي لمالي، الجنرال عاصمي غويتا، الدورة الثانية لكلية رؤساء دول اتحاد الساحل في باماكو، مؤكّدًا أن الوحدة والأمن والتنمية المستقلة تشكل صلب المشروع المشترك بين الدول الأعضاء.

شهدت العاصمة الماليّة حضور قادة الدول الأعضاء، بينهم الكابتن إبراهيم تراوري رئيس بوركينا فاسو، والجنرال عبد الرحمن تياني رئيس النيجر، حيث رحب بهم الرئيس غويتا مؤكدًا أن هذا اللقاء يمثل خطوة أساسية لتعزيز التعاون المشترك وتحقيق أهداف الاتحاد.

وأشار الرئيس إلى أن الاتحاد تأسس استجابة لرغبة مشتركة في حماية المنطقة من الأزمات والنزاعات التي شهدتها دول أخرى، مثل ليبيا عام 2011، مؤكدًا أن توحيد الدول الأعضاء أصبح ضرورة لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.

اسس التعاون
منذ تأسيس الاتحاد في يوليو 2024، تم وضع أسس تعاون قوية تقوم على مبدأ إدارة شعوب الساحل لمصيرها بنفسها وبما يخدم مصالحها مباشرة. وقد أسهم التنسيق بين القوات المسلحة للدول الأعضاء في تعزيز مراقبة الحدود، تحييد آلاف العناصر الإرهابية، تدمير معاقلها، ومصادرة معداتها، ما ساعد على تحقيق استقرار نسبي في المنطقة.

كما ركز الرئيس على الدور المتنامي للقوة الموحدة للاتحاد، التي أصبحت أداة رئيسية لتعزيز السيادة الأمنية، مشددًا على أهمية العمليات المدنية والعسكرية التي تدعم سلطة الدولة وتقوي التماسك الاجتماعي.

وأضاف أن الاتحاد نجح في تبني سياسة دبلوماسية واضحة وفعالة، ساعدت على تعزيز مكانته تدريجيًا على المستوى الإقليمي والدولي، من خلال المواقف المشتركة وتوسيع دائرة الشراكات مع مختلف الأطراف.

وعلى صعيد التنمية، سلط غويتا الضوء على الإمكانيات الكبيرة في القطاعات الزراعية والتعدينية والصناعية والبشرية داخل دول الاتحاد، مؤكدًا أن الهدف هو تحقيق تنمية مستقلة تعود بالنفع المباشر على شعوب المنطقة.

مشاريع كبرى
ومن المبادرات الأساسية التي أُطلقت، إنشاء البنك الاتحادي للاستثمار والتنمية برأس مال ابتدائي قدره 500 مليار فرنك غرب أفريقي، إلى جانب إنشاء مركز لشراء المواد الأساسية، وإصدار جوازات السفر وبطاقات الاتحاد البيومترية لتسهيل حرية التنقل بين الدول الأعضاء.

كما تشمل المشاريع الكبرى تطوير البنية التحتية، من خلال بناء طريق سريع وسكة حديدية تربط بين باماكو ونيامي وأواغادوغو، بهدف تعزيز التجارة وفتح المناطق المعزولة أمام التنمية.

واختتم الرئيس غويتا كلمته بشكر رؤساء الدول على الثقة الممنوحة للرئاسة المالية الافتتاحية للاتحاد، مؤكدًا أن شعوب الاتحاد، متحدة ومتضامنة، قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية، وأن هذه الوحدة تمثل حجر الأساس لتحقيق رؤية المنطقة المستقلة والمزدهرة.

رابط المقال:
https://www.maliweb.net/economie/cooperation/assimi-goita-a-bamako-laes-...