عاجل.. إلى معالي الوزير الأول- محمد الأمين الفاضل

على إثر الحوادث الأليمة التي وقعت في الأيام الثلاثة الأخيرة، والتي كانت من بينها الفاجعة الأليمة التي وقعت على طريق (أكجوجت - نواكشوط)، مساء الأربعاء 24 دجمبر، وأدت إلى وفاة ثلاثة أساتذة من المحظرة الشنقيطية الكبرى، والفاجعة الثانية التي وقعت صباح يوم السبت 27 دجمبر، على طريق (نواذيبو - نواكشوط)، والتي أدت هي الأخرى إلى وفاة ثلاثة مدرسين، والفاجعة الثالثة التي وقعت صباح اليوم الأحد 28 دجمبر على نفس الطريق وفي نفس المكان تقريبا، والتي أدت هي كذلك إلى وفاة ثلاثة أشخاص،  هذا فضلا عن حوادث سير أخرى أدت إلى إصابات عديدة بعضها وُصف بالإصابات الحرجة، على إثر هذه الحوادث المتزامنة والتي فقدنا فيها تسعة أشخاص، من بينهم ستة أساتذة ومعلمين من الأسرة التربوية، والتي ذكرتنا من جديد، وبشكل ملح، بواقع السلامة الطرقية في بلادنا، فإننا نتوجه إليكم صاحب المعالي بهذه الرسالة العاجلة.
معالي الوزير الأول،
إن هذا الحوادث المؤلمة ليست حوادث معزولة، بل إنها تندرج ضمن نزيف مستمر في الأرواح والممتلكات، تشهده مختلف محاور شبكتنا الطرقية.
 ونظرا لفداحة الخسائر البشرية والمادية خلال الأيام الثلاثة  الأخيرة فقط، فإننا نود أن نذكركم  بوثيقة أرسلناها لكم يوم 09 أكتوبر 2025، تحمل اسم "نداء جوك للسلامة الطرقية"، وهي وثيقة نعتقد بأنها يمكن أن تشكل خريطة طريق متكاملة في مجال السلامة الطرقية، وقد تم إعدادها بعد عشر سنوات تقريبا من المتابعة الميدانية لحوادث الطرق، والاستماع للسائقين والناقلين والخبراء، والإشراف على قوافل توعوية جابت مختلف ولايات الوطن، وسلكت كل محاور شبكتنا الطرقية.
لقد أعَدْنا يوم الخميس الماضي قراءة هذا النداء من موقع حادث طريق أكجوجت، خلال زيارة ميدانية نظمناها لموقع الحادث، وذلك إيمانا منا بأن الحلول الحقيقية ينبغي أن تولد من رحم المأساة، وأن تأتي من الميدان، وأنه من واجبنا جميعا أن نحول هذا الحزن الواسع الذي أعقب حوادث السير الأخيرة إلى نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من العمل الواعي والمسؤول، الحكومي والجمعوي، للحد من حوادث السير في بلادنا.
معالي الوزير الأول،
إن نداء جوك للسلامة الطرقية، بمطالبه التسعة عشر، يشكل مسودة أولية جاهزة، يمكن أن يُفتح حولها نقاش وطني مسؤول وبناء حول ملف السلامة الطرقية، تشارك فيه كل الجهات المعنية بالسلامة الطرقية، من أدارات حكومية، وأجهزة أمنية، ونقابات مهنية للسائقين، ومنظمات مجتمع مدني فاعلة في مجال السلامة الطرقية، ويمكن لهذا النقاش أن يشكل منطلقا عمليا لإرساء مقاربة شاملة ومستدامة للسلامة الطرقية، تنقذ الأرواح، وتحفظ الممتلكات، وتخفف الأعباء عن الدولة.
وعليه، فإننا نلتمس من معاليكم:
1-  توجيه القطاعات المعنية بدراسة نداء جوك للسلامة الطرقية، وفتح نقاش معمق حول وثيقته الأولية؛
2- الدعوة إلى منتديات وطنية حول السلامة الطرقية، تشكل إطارا لاعتماد خريطة طريق واضحة للحد من حوادث السير في بلادنا؛
3- العمل على أن تكون حوادث السير الأخيرة نقطة تحوُّل حقيقية في التعاطي مع ملف حوادث السير.
وتفضلوا، معالي الوزير الأول، بقبول فائق التقدير والاحترام.
نواكشوط: 28 دجمبر 2025
عن حملة معا للحد من حوادث السير
المنسق العام محمد الأمين الفاضل.