اقترن اسم العالم الحاج ولد السالك ولد فحف بالزهد والانقطاع عن الدنيا والتبتل في محاريب الموسوعية والإخبات، عاش بذلك ابن فحفو أزيد من قرن، ولم يزل مذ عقدت منه الإزار يدا وهو يرقى في مدارج الزهد، لا يرف له جفن إلى عالم الأضواء ودنيا الظهور.
على مناكب السنين، والسيرة العاطرة والتاريخ الإيماني النبيل، يتوكأ الشيخ محمد الحسن ولد أحمد الخديم بن أبومحمد، مرت سنون منذ أن عاد ذلك الشاب الوسيم إلى مضارب أسرته الضاربة في أعماق التاريخ العلمي وأجيال العلماء المدرسين، وهو يحمل إجازة مطلقة من شيخ الشيوخ العلامة محمد سالم بن المخت
لم يكن إنشاء معهد الدراسات الإسلامية في بوتلميت سنة 1956 حدثا عاديا في موريتانيا وغرب إفريقيا، بل كان إيذانا بانطلاق مسيرة جديدة من أجل تحديث المحظرة وتطوير وسائلها.
كانت السنوات التي سبقت تأسيس المعهد سنوات الخروج من أصعب مجاعة عرفتها البلاد خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تدمرت عشرات المحاظر، وابتلع غول الجوع آمال الفقراء والأغنياء على حد سواء.
مرت لحد الآن ستون سنة منذ وضع الحجر الأساس لمسجد "مرصت لحموم" كانت مجموعة قليلة من "إجواج " التندغية قد استقرت في محيط ذلك السوق، وخلال قرون كانت تلك الأرض ضمن مضاربهم ومنتجعاتهم في رحلة
كان الصراع على الساحة التي يقع عليها الآن مسجد الشرفاء ومحظرته ومنازل الطلاب المحيطة به، مشتعلا بقوة خلال نهاية الستينيات من القرن المنصرم، سعيا من كبار رجال الأعمال إلى نيل هذه الأرض الكبيرة التي يمكن أن تحقق مكاسب تجارية كبي
حمل اسم المسجد العتيق طيلة عقود، مع اسمه الخالد ابن عباس، وفي بداية العام 1962 وضع الرئيس المختار ولد داداه، رفقة عدد من الوزراء وأعيان مدينة نواكشوط الجديدة الحجر الأساس للمسجد الجديد، متوسطا أرضا خلاء بين القريتين، لكصر القديم ولكصر الجديد.
يقف الشيخ التيجاني داود جا في باحة منزله الملحق بمسجده، ينتقل بين الحين والآخر بين تلاميذ المحظرة، أو إلى بعض شؤون المسجد، يكسو بعض الشيب الوقور عارضة الشيخ ولحيته الخفيفة.
خمسة قرون مضت لحد الآن على تأسيس جامع أطار العتيق، الذي انتقل من مكانه الأصلي في المدينة القديمة في سفح الهضبة الكبرى في أطار، ليستقر في مكانه الحالي في حي " كرن الكصبة"، مرت عقود أربعة منذ التأسيس الثاني، وتعاقبت أجيال، على محراب ومنبر الجامع الأثير الذي يعتبر واحدا من أقدم بيوت الله في بلاد شنقيط.
مع كل موسم رمضاني تتجدد أشواق الإيمان، وأحاديث الدعوة في وسائل الإعلام الموريتانية، وخلال خمسة عقود من عمر الدولة الموريتانية، كان الإعلام الرسمي المنبر الدعوي الإعلامي الوحيد خلال شهر رمضان.
مضت عقود، وألف الموريتانيون أصواتا ووجوها، شكلت وعيهم الديني ووجدانهم الرمضاني، وأغلب هؤلاء غادروا الحياة إلى رحمة الله، ومن بينهم آخرون
مضت عقود ستة وشطر من السابع منذ أن استقر الشيخ بداه ولد البوصيري في سهل حي لكصر القديم، ووضع كتبه المخطوطة في بيت طيني صغير، سعيا إلى الإقامة بعد سنوات من التنقل في الفضاء الرابط بين العاصمة نواكشوط والفضائين الساحلي الجنوبي والرملي الشرقي، حيث دأبت مجموعته القبلية على التنقل والانتجاع منذ مئات السنين.